كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهكذا يكشف الله سبحانه جهلهم بطبيعة خلائقه، كما كشف لهم جهلهم في معرفة سنته.. وذلك بالإضافة إلى كشف تعنتهم وعنادهم بلا مبرر، وبلا معرفة، وبلا دليل!
والحقيقة الثالثة التي يثيرها النص القرآني في الفكر: هي طبيعة التصور الإسلامي ومقومات هذا التصور- ومن بينها تلك العوالم الظاهرة والمغيبة التي علم الإسلامُ المسلمَ أن يدركها أولًا، وأن يتعامل معها أخيرًا- ومن بين تلك العوالم المغيبة عالم الملائكة.. وقد جعل الإسلام الإيمان بها مقومًا من مقومات الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به.. الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره..
وقد سبق أن ذكرنا في هذه الظلال ونحن نتحدث عن مطلع سورة البقرة: ما ملخصه أن الإيمان بالغيب نقلة في حياة الإنسان ضخمة؛ لأن خروجه من دائرة المحسوس الضيقة إلى إدراك أن هناك غيبًا مجهولًا يمكن وجوده ويمكن تصوره، هو- بلا شك- نقلة من دائرة الحس الحيواني إلى مجال الإدراك الإنساني. وأن إغلاق هذا المجال دون الإدراك الإنساني نكسة به إلى الوراء؛ وهو ما تحاوله المذاهب المادية الحسية؛ وتدعوه تقدمية! وسنتحدث- إن شاء الله- بشيء من التفصيل عن الغيب عندما نواجه في هذه السورة قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} فنقصر الحديث هنا عن الملائكة، من عالم الغيب.
لقد تضمن التصور الإسلامي عن عالم الغيب، أن هناك خلقًا من عباد الله اسمهم الملائكة. وأخبرنا القرآن الكريم عن قدر من صفاتهم، يكفي لهذا التصور ويكفي للتعامل معهم في حدوده.
فهم خلق من خلق الله، يدين لله بالعبودية، وبالطاعة المطلقة؛ وهم قريبون من الله- لا ندري كيف ولا ندري نوع القرب على وجه التحديد: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون} وهم يحملون عرش الرحمن، ويحفون به يوم القيامة كذلك- لا ندري كيف فليس لنا من علم إلا بقدر ما كشف الله لنا في هذا الغيب: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به...} {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} وهم خزنة الجنة وخزنة النار، يستقبلون أهل الجنة بالسلام والدعاء، ويستقبلون أهل النار بالتأنيب والوعيد: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرًا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} وهم يتعاملون مع أهل الأرض في صور شتى:
فهم يقومون عليهم حفظة بأمر الله؛ يتابعونهم ويسجلون عليهم كل ما يصدر عنهم؛ ويتوفونهم إذا جاء أجلهم: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون} {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفطونه.. من أمر الله...} {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وهم يبلغون الوحي إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.. وقد أعلمنا الله سبحانه أن جبريل عليه السلام هو الذي يقوم منهم بهذه الوظيفة: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} {قل من كان عدوًا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ووصفه- سبحانه بأنه ذو مرة (أي قوة) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه على هيئته الملائكية مرتين اثنتين، بينما جاءه في صور شتى في مرات الوحي التالية: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى...}.
وهم يتنزلون على المؤمنين بالتثبيت والمدد والتأييد في معركتهم الكبرى مع الباطل والطاغوت: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم...} {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} وهم مشغولون بأمر المؤمنين، يسبحون ربهم، ويستغفرون للذين آمنوا من ذنوبهم، ويدعون ربهم لهم دعاء المحب المشفق المشغول بشأن من يحب: {الذي يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم} وهم كذلك يبشرون المؤمنين بالجنة عند قبض أرواحهم، ويستقبلونهم بالبشرى في الآخرة ويسلمون عليهم في الجنة: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} {.. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} وهم يستقبلون الكافرين في جهنم بالتأنيب والوعيد- كما سبق- ويقاتلونهم في معارك الحق كذلك. وكذلك هم يستلون أرواحهم في تعذيب وتأنيب ومهانة: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} {فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} ولقد كان لهم شأن مع البشر منذ نشأة أبيهم آدم، كما أن هذه الصلة امتدت في طول الحياة وعرضها حتى مجال الحياة الباقية على النحو الذي أشرنا إليه في المقتطفات القرآنية السابقة. وشأن الملائكة مع النشأة الإنسانية يرد في مواضع شتى، كالذي جاء في سورة البقرة: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين...}.
فهذا المجال الفسيح الذي تتصل فيه حياة البشر بهذا الملأ الأعلى، هو فسحة في التصور، وفسحة في إدراك حقائق هذا الوجود، وفسحة في الشعور، وفسحة في الحركة النفسية والفكرية، يتيحها التصور الإسلامي للمسلم؛ والقرآن يعرض عليه هذا المجال الفسيح، وعالم الغيب المتصل بما هو فيه من عالم الشهود.
والذين يريدون أن يغلقوا على الإنسان هذا المجال.. ومجال عالم الغيب كله.. إنما يريدون به أقبح الشر.. يريدون أن يغلقوا عالمه على مدى الحس القريب المحدود؛ ويريدون بذلك أن يزجوا به في عالم البهائم؛ وقد كرمه الله بقوة التصور؛ التي يملك بها أن يدرك ما لا تدركه البهائم؛ وأن يعيش في بحبوحة من المعرفة، وبحبوحة من الشعور! وأن ينطلق بعقله وقلبه إلى مثل هذا العالم؛ وأن يتطهر وهو يرف بكيانه كله في مثل هذا النور!
والعرب في جاهليتهم- على كل ما في هذه الجاهلية من خطأ في التصور- كانوا (من هذا الجانب) أرقى من أهل الجاهلية (العلمية!) الحديثة؛ الذين يسخرون من الغيب كله! ويعدون الإيمان بمثل هذه العوالم الغيبية سذاجة غيرعلمية! ويضعون الغيبية في كفة، والعلمية في الكفة الأخرى! وسنناقش عند مواجهة قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} هذه الدعوى التي لا سند لها من العلم، كما أنه لا سند لها من الدين. أما هنا فنكتفي بكلمة مختصرة عن شأن الملائكة.
ونسأل: ماذا عند أدعياء العقلية العلمية، من علمهم ذاته، يحتم عليهم نفي هذا الخلق المسمى بالملائكة، وإبعاده عن دائرة التصور والتصديق؟ ماذا لديهم من علم يوجب عليهم ذلك؟
إن علمهم لا يملك أن ينفي وجود حياة من نوع آخر غير الحياة المعروفة في الأرض في أجرام أخرى، يختلف تركيب جوها وتختلف طبيعتها وظروفها عن جو الأرض وظروفها.. فلماذا يجزمون بنفي هذه العوالم، وهم لا يملكون دليلًا واحدًا على نفي وجودها؟
إننا لا نحاكمهم إلى عقيدتنا، ولا إلى قول الله سبحانه! إنما نحاكمهم إلى علمهم الذي يتخذونه إلهًا.. فلا نجد إلا أن المكابرة وحدها- من غير أي دليل من هذا العلم- هي التي تقودهم إلى هذا الإنكار غير العلمي! ألمجرد أن هذه العوالم غيب؟ لقد نرى حين نناقش هذه القضية أن الغيب الذي ينكرونه هو الحقيقة الوحيدة التي يجزم هذا العلم اليوم بوجودها؛ حتى في عالم الشهادة الذي تلمسه الأيدي وتراه العيون.
وتنتهي هذه الموجة بعرض ما وقع للمستهزئين بالرسل. ودعوة المكذبين إلى تدبر مصارع أسلافهم، والسير في الأرض لرؤية هذه المصارع؛ الناطقة بسنة الله في المستهزئين المكذبين: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}..
إن هذه اللفتة- بعد ذكر إعراضهم عنادًا وتعنتًا؛ وبعد بيان ما في اقتراحاتهم من عنت وجهالة؛ وما في عدم الاستجابة لهذه المقترحات من رحمة من الله وحلم- لترمي إلى غرضين ظاهرين:
الأول: تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسرية عنه، مما يلقاه من عناد المعرضين، وعنت المكذبين؛ وتطمين قلبه صلى الله عليه وسلم إلى سنة الله سبحانه في أخذ المكذبين المستهزئين بالرسل؛ وتأسيته كذلك بأن هذا الإعراض والتكذيب ليس بدعًا في تاريخ الدعوة إلى الحق. فقد لقي مثله الرسل قبله؛ وقد لقي المستهزئون جزاءهم الحق وحاق بهم ما كانوا يستهزئون به من العذاب، ومن غلبة الحق على الباطل في نهاية المطاف..
والثاني: لمس قلوب المكذبين المستهزئين من العرب بمصارع أسلافهم من المكذبين المستهزئين: وتذكيرهم بهذه المصارع التي تنتظرهم إن هم لجوا في الاستهزاء والسخرية والتكذيب. وقد أخذ الله- من قبلهم- قرونًا كانت أشد منهم قوة وتمكينًا في الأرض؛ وأكثر منهم ثراء ورخاء، كما قال لهم في مطلع هذه الموجة؛ التي ترج القلوب رجًا بهذه اللفتات الواقعية المخيفة.
ومما يستدعي الانتباه ذلك التوجيه القرآني: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}..
والسير في الأرض للاستطلاع والتدبر والاعتبار؛ ولمعرفة سنن الله مرتسمة في الأحداث، والوقائع؛ مسجلة في الآثار الشاخصة، وفي التاريخ المروي في الأحاديث المتداولة حول هذه الآثار في أرضها وقومها.. السير على هذا النحو، لمثل هذا الهدف، وبمثل هذا الوعي.. أمور كلها كانت جديدة على العرب؛ تصور مدى النقلة التي كان المنهج الإسلامي الرباني ينقلهم إليها من جاهليتهم إلى هذا المستوى من الوعي والفكر والنظر والمعرفة.
لقد كانوا يسيرون في الأرض، ويتنقلون في أرجائها للتجارة والعيش، وما يتعلق بالعيش من صيد ورعي.. أما أن يسيروا وفق منهج معرفي تربوي.. فهذا كان جديدًا عليهم. وكان هذا المنهج الجديد يأخذهم به؛ وهو يأخذ بأيديهم من سفح الجاهلية، في الطريق الصاعد، إلى القمة السامقة التي بلغوا إليها في النهاية.
ولقد كان تفسير التاريخ الإنساني وفق قواعد منهجية كهذة التي كان القرآن يوجه إليها العرب؛ ووفق سنن مطردة تتحقق آثارها كلما تحققت أسبابها- بإذن الله- ويستطيع الناس ملاحظتها؛ وبناء تصوراتهم للمقدمات والنتائج عليها؛ ومعرفة مراحلها وأطوارها.
. كان هذا المنهج برمته في تفسير التاريخ شيئًا جديدًا على العقل البشري كله في ذلك الزمان. إذ كان قصارى ما يروى من التاريخ وما يدون من الأخبار، مجرد مشاهدات أو روايات عن الأحداث والعادات والناس؛ لا يربط بينها منهج تحليلي أو تكويني يحدد الترابط بين الأحداث، كما يحدد الترابط بين المقدمات والنتائج، وبين المراحل والأطوار.. فجاء المنهج القرآني ينقل البشرية إلى هذا الأفق؛ ويشرع لهم منهج النظر في أحداث التاريخ الإنساني. وهذا المنهج ليس مرحلة في طرائق الفكر والمعرفة. إنما هو المنهج.. هو الذي يملك وحده إعطاء التفسير الصحيح للتاريخ الإنساني.
والذين يأخذهم الدهش والعجب للنقلة الهائلة التي انتقل إليها العرب في خلال ربع قرن من الزمان على عهد الرسالة المحمدية، وهي فترة لا تكفي إطلاقًا لحدوث تطور فجائي في الأوضاع الاقتصادية، سيرتفع عنهم الدهش ويزول العجب، لو أنهم حولوا انتباههم من البحث في العوامل الاقتصادية؛ ليبحثوا عن السر في هذا المنهج الرباني الجديد، الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله العليم الخبير.. ففي هذا المنهج تكمن المعجزة، وفي هذا المنهج يكمن السر الذي يبحثون عنه طويلًا عند الإله الزائف الذي أقامته المادية حديثًا.. إله الاقتصاد..
وإلا فأين هو التحول الاقتصادي المفاجئ في الجزيرة العربية؛ الذي ينشئ من التصورات الاعتقادية ونظام الحكم، ومناهج الفكر، وقيم الأخلاق، وآماد المعرفة، وأوضاع المجتمع، كل هذا الذي نشأ في ربع قرن من الزمان؟!
إن هذه اللفتة:
{قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}.
إلى جانب اللفتة التي جاءت في صدر هذه الموجة من قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارًا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنًا آخرين}..
إلى جانب أمثالها في هذه السورة وفي القرآن كله لتؤلف جانبًا من منهج جديد جدة كاملة على الفكر البشري. وهو منهج باق. ومنهج كذلك فريد.. اهـ.